في السنوات
الأخيرة، لمع اسم سلسلة محلات "بلبن" في مصر، كواحدة من أبرز العلامات
التجارية المتخصصة في بيع منتجات الألبان الطازجة والحلويات الشرقية بلمسة عصرية،
مثل الأرز باللبن، المهلبية، الحلوى الساخنة، وغيرها. ورغم هذا النجاح، فُوجئ
الجمهور بإغلاق فروع السلسلة بشكل مفاجئ في عدة محافظات، ما أثار التساؤلات حول
الأسباب، ومن هو صاحب هذا المشروع الذي بدأ كفكرة وحقق شهرة واسعة ثم اختفى فجأة.
من هو مالك
سلسلة محلات "بلبن"؟
مالك سلسلة
محلات "بلبن" هو رجل الأعمال **أحمد يسري**، وهو شاب مصري من رواد
الأعمال الشباب الذين استثمروا في قطاع الأغذية والمشروبات في مصر، خاصة في فئة
الحلويات الشعبية المطورة.
بدأت فكرة
المشروع بفكرة بسيطة قائمة على تقديم منتجات "البلدي" (مثل الأرز باللبن
والمهلبية) بجودة عالية، تغليف عصري، وطريقة عرض حديثة تناسب فئة الشباب والعائلات.
وتميز المشروع بسرعة انتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة من خلال الحملات
التسويقية الذكية التي استخدمت المؤثرين (الإنفلونسرز) والإعلانات المبتكرة.
عوامل نجاح "بلبن"
في البداية
جودة المنتج استخدمت
السلسلة مكونات طازجة وتم تصنيع الأطعمة في فروعها بشكل شبه يومي.
التغليف العصري
تم تقديم المنتجات في عبوات جذابة تشبه "براندات" عالمية.
تجربة العملاء
كان هناك
اهتمام كبير بالديكور وطريقة تقديم الطعام داخل المحل.
السوشيال ميديا
:
ساهمت بشكل كبير في انتشار العلامة التجارية، لا سيما عبر الإنستغرام والتيك توك.
سعر مناسب لفئة
معينة بالرغم من جودة التغليف،
لم تكن الأسعار مرتفعة مقارنةً بالمنافسين في البداية.
أسباب إغلاق
محلات "بلبن"
رغم النجاح
الكبير، فإن سلسلة "بلبن" واجهت تحديات كبيرة أدت في النهاية إلى
الإغلاق. ومن أبرز هذه الأسباب:
مشاكل مالية
وإدارية
وفقًا لتقارير
غير رسمية، فإن السلسلة كانت تُدار بشكل مركزي مع توسع سريع في الفروع دون وجود
بنية مالية قوية لتحمل التوسع. كثير من المحللين وصفوا التوسع بأنه "سريع
ومخالف لمنطق السوق".
ضعف نظام
الفرانشايز (الامتياز التجاري
بلبن اعتمدت
على نظام الفرانشايز لفتح فروع متعددة، لكن دون وجود رقابة صارمة على جودة
التشغيل، ما أدى إلى تباين في جودة المنتجات بين الفروع، وبالتالي تراجع ثقة
العملاء.
ارتفاع تكاليف
التشغيل
مع ارتفاع
أسعار المواد الخام، والألبان، والمواد التغليفية، بالإضافة إلى ارتفاع الإيجارات،
لم تتمكن الإدارة من ضبط التكاليف.
خلافات بين
الشركاء
ذكرت تقارير أن
هناكخلافات قانونية ومالية بين الشركاء الأساسيين في المشروع، ما أدى إلى تعطيل
عمليات الإدارة والإنتاج، وتجميد النشاط تدريجيًا.
انخفاض
المبيعات بسبب التضخم
مع الأزمة
الاقتصادية والتضخم في مصر، تراجعت القوة الشرائية للجمهور، وقل الإقبال على
المنتجات التي تُعتبر "كمالية"، مثل الحلوى.
هجوم إعلامي
على جودة المنتجات
في فترة لاحقة،
تداول بعض المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي شكاوى من جودة المنتجات أو
صلاحيتها، وهو ما أثر على السمعة، رغم عدم وجود دليل رسمي يدين الشركة.
الوضع الحالي
بحلول عام 2024،
أُغلقت معظم فروع سلسلة "بلبن"، بينما ظلت بعض الفروع القليلة تعمل بشكل
فردي أو تم تغيير علامتها التجارية. وحتى الآن، لم يصدر تصريح رسمي من المالك أحمد
يسري يوضح خطة مستقبلية أو نية للعودة.
هل هناك فرصة
لعودة "بلبن"؟
عودة "بلبن"
ممكنة، لكنها ستتطلب:
- إعادة هيكلة إدارية كاملة.
- حل الخلافات القانونية.
- التركيز على الجودة والرقابة.
- تحسين صورة العلامة التجارية
بعد تراجعها.
بلبن كانت
واحدة من أنجح التجارب الحديثة في قطاع الحلويات في مصر، لكنها سقطت سريعًا بسبب
أخطاء إدارية ومالية وتسرع في التوسع. وهي حالة كلاسيكية تذكرنا أن النجاح السريع
دون تخ