الخميس، 6 أكتوبر 2016

أثينا مدينه مثل بورسعيد



بورسعيد أثينا رايح جاي

قبيل سفري الي أثينا كانت لدي معلومه انها تشبه بورسعيد بشكل كبير وليس الأسكندرية المصرية علي الرغم من أن الأسكندريه ولدت علي يد القائد اليوناني السكندر المقدوني وتلك المعلومة وردت علي لسان يونانية كانت في زيارة لبورسعيد وقام تلفزيون القناة المحلي لدينا بأجراء لقاء معها حول العلاقات المصرية اليونانية والجاليات اليونانية في مصر وبخاصة مدن قناة السويس التي أستوطنت الأقليم منذ قرابة 150 عاما وبلغ تعدادهم نحو 250 الف يوناني من أصل 4 ملايين ونصف المليون مصري هم تعداد مصر في عهد الخديو اسماعيل في نهاية القرن 19 ولكن لم اتصور التشابة والتطابق مع مدينه بورسعيد احب المدن الي قلبي وجوهرة البحر المتوسط والتشابهه ليس في المنشأت بل في الروح والأحساس والجو وحتي درجه الحرارة ونسبة الرطوبة ايضا
أحببت أثينا منذ اللحظة الأولي التي وطأت قدمي فيها ميدان سانتيغما قلب المدينة يذكرني بميادين بورسعيد الواسعه ووجوه الأهالي تذكرني باهالي بورسعيد عقب الوصول قرب السادسة صباحا بطيران ايجين اليوناني Aegean air اليوناني 

فقررت السير من ميدان سانيغما الي الفندق الذي يقع بالقرب من ميدان ميتاكسغوريو مرورا بميدان اومونيا الشهير مركز حركة اثينا المسافة ليست بعيده او قريبة ولكن الحركة وسط الشوارع والناس يمنحني احساس المدينه التي دخلت شرايين جسدي منذ اللحظة الأولي واحسست انني في بورسعيد التي احفظها كما احفظ كف يدي 


صلاح عبد الله ينتظرني في الفندق

بلغت الفندق عقب السؤال عن الشارع الذي يبعد مرمي حجر من الميدان والمفاجاه يجب ان انتظر حتي الثانية عشر لاستلام الحجره رغم انني ابلغت الفندق بقدومي مبكرا قرابة الثامنة وابلغ بالموافقة المهم جلست انتظر وكان في الاستقبال عم كمال من العراق وعرفت بالطبع منذ اللحظة الاولي وقد اعتقدت انه مصري او سوري لانه يشبه الممثل صلاح عبد الله بشده

وحتي استلام الحجرة قمت بالنوم علي الاريكة عقب ضياع اليوم الاول فقد كنت مخطط ان انام منذ وصولي حتي الظهيرة عقب سفر مستمر لم انام فيه من الامس لاقلاع الطائرة في الثاثلة فجرا وبلوغها اليونان السادسة صباحا / اليونان تقوم بتقديم الساعه 60 دقيقة في الصيف / والحمد لله تبنا عن تلك العاده السيئة منذ عده سنوات في مصر

بالطبع النوم حتي المساء والخروج في الثامنة والنصف لاكتشاف المدينة فقد كنت ابحث عن محل مارك الان / للنظارات / لشراء نظاره شمسية ورغبت في فرع ايرمو بشارع ايرمو الشهير بميدان مونستراكي المتفرع من ميدان سانتيغما وطبعا كان قد اغلق ابوابة كعاده الاوربيين الذين يعملون لمده 11ساعه من 9 صباحا حتي 8 مساء في اغلب المحال المهم تجولت في الحي الأثري وشاهدت المحال الشهيرة بشارع ايرمو وحول سانتيغما وعدت للفندق متنفسا هواء المدينة التي تشبهه بورسعيد
وفي الصباح الباكر عقب الإفطار خرجت لبلوغ متجر ايون الشهير للكتب فقد كانت اداره مهرجان اثينا السينمائي الدولي هناك وعند بلوغي المتجر بحث عن استخراج التصريح فقالوا تأجل لظروف الانتخابات اليونانية التي جئت لمشاهدتها ايضا
وحول تلك المنطقة يوجد عدد من المحال في مناطق عمل او قل عمارات ادارية بها مكاتب محامين وشركات وبنوك الخ الخ بجانب محال بيع مستلزمات منزلية للمواطن اليوناني وهو ماجعلني احتك بالجانب اليومي للمواطن اليوناني واري ما تاكدت منه ان أثينا هي بورسعيد ولكنها ترتدي شورت


قررت الذهاب الي عدد من المجمعات التجارية المتعدده في اثينا / المولات / وبالطبع قررت الاقرب في وسط المدينه وهو مجمع تجاري اسمه هندوس علي النمط الاوروبي الدور الاول لادوات التجميل والروائح والدور الثاني لملابس الاطفال .. الخ الخ حتي نصل للدور الاخير مطعم
ما استغرب له غلاء الاسعار في اثينا عنه في اسبانيا التي زرت عاصمتها مدريد العام الماضي وبعد اسئلة وتوقعات وجدت ان غلاء الاسعار جاء نتيجة الازمة الاقتصادية وشروط الاتحاد الاوربي لرفع الضرائب والاسعار وخفض الرواتب والمعاشات التي تم اقرارها الشهر الماضي في اغسطس حتي يتم منح اليونان قروض تمكنها من سداد ديونها وهو ما اثر بالطبع علي الاسعار
المهم مول هندوس لطيف خفيف في ادواره التسعه ويقع في وسط اثينا تماما في ميدان امونيا الشهير جدا ولن تجد مشقة في البحث عنه بجانب مول اخر صغير بالقرب من ميدان مونستراكي الشهير ايضا ويمكن الوصول اليه من شارع اثينا المتفرع من ميدان امونيا
وهناك ايضا مول جامبو لمستلزمات الاطفال من ملابس العاب ادوات مدرسية الخ الخ وهو يقع بطريق بيريوس ويمكن الوصول اليه عن طريق الاتوبيس من محطة ميدان امونيا او بالخط الثالث لمترو الانفاق والنزول في محطة قبيل المول بمسافة والسير اليه
والممتع في الامر ان مول جامبو يلاصقة مبني ضخم لبيع مستلزمات البناء والمعمار والاثاث والكهرباء والسباكة الخ الخ دخلت اليه ووجدت اشياء مفيدة باسعار تقارب اسعار مصر والاهم انك احتككت بالمجتمع اليوناني فالجميع اسر تريد تغيبر الديكورات او شراء اثاث او عمال ومهنيين يشترون معدات العمل او خامات للبناء والديكور والسيراميك
ويجوار مول جامبو مبني اخر لبيع مستلزمات الكمبيوتر والتكنولوجيا والهواتف وبداخله فرع لسلسلة المكتبات الشهيرة في اليونان بلايسيو وبالخارج فرع لمحال الملابس الشهيرة انترسبورت وبجوراه فرع ضخم للسوبرماركت الاوربي الشهير ليدل .. كل هذا متلاصق متجاور بما يعد جولة لذيذه تتعرف فيها علي المجتمع اليوناني لان بعد المسافة عن وسط المدينة بحوالي 8 كيلومتر يجعل الجميع من اليونانيين ويعد السائحين والزو ار لدرجة انني كنت الزائر الاجنبي الوحيد تقريبا

اليونان عجوزة أيضا

نخرج قليلا عن موضوع السياحه وندخل في موضع لمسته وفوجئت به لدي بلوغي اليونان معروف ان المانيا قلب اوروبا يقل عدد سكانها سنويا وتعوضه عن طريق تجنيس المهاجرين واستقبال المتميزين من عقول العالم الثالث وانخفاض السكان معروف سببه نتيجة قتلي حروبي الحربين العالمية الأولي والثانية بالذات التي بلغ قتلي الحرب الثانية قرابة 50 مليون شخص حول العالم جلهم من روسيا 22 مليون قتيل ومفقود والصين التي فقدت قرابة 10 ملايين والمانيا التي قارب ضحاياها ومفقوديها 10 ملايين وطبعا فرنسا وبريطانيا ايضا
ولكن في اليونان فوجئت بانخفاض سكانها وايضا عجز السكان وانها دولة عجوزة اي معدل الاعمار كبيرة
طبيعي اوروبا القاره العجوز ولكن جنوب اوربا كان ولفترة طويلة بعيدا عن الحروب الضروس وبخاصة اليونان في القرنين التاسع عشر والعشرين حتي انضمت اليونان للحرب العالمية الثانية التي اضاعت عده ملايين من سكانها
ولدي قراءة سابقة كان تعداد سكان اليونان في بداية التسعينيات قرابة 10 ملايين ونصف المليون نسمة وان السكان لاينجبون للظروف الاقتصادية القاسية وكانت اليونان لاتزال حديثه العهد بالاتحاد الاوروبي ومن احدث اعضائه مع البرتغال واسبانيا وعقب مرور 25 عاما لدي زيارتي لليونان اكتشفت ان عدد السكان ثابت تقريبا 10 ملايين و 800 الف نسمة وطبعا تلك ارقام واحصائيات موثقة من الداخلية اليونانية وهيئة الاحصاء استقبلتها خلال عقد الانتخابات البرلمانية اليونانية التي شهدتها بنفسي ولمست بقوه المجتمع اليوناني فكان الغرض الاساسي من زيارتي ليس السياحه بقدر التأغرق في داخل المجتمع من احفاد الاغريق
وطبعا لو استبعدنا المواطنين الاجانب الممنوحين للجنسية سنويا سنجد ان الارقام تدل علي انخفاض في السكان بشكل مفزع سنويا بل ان هيئة الاحصاء اليونانية اعلنت رقم مفزع قبيل عده ايام عن ان السكان تناقصت بنسبة قاربت 30 الف نسمة عام 2014 عن العام الاسبق 2103 علي الرغم من منج الجنسيه للالاف من الاجانب
بل ان المفزع ان الارقام أكدت انه ببلوغ عام 2050 سيصبح 4 من كل 10 يونانيين من العجزة المتجاوزين السبعين وانه في العام الحالي 3 من كل 10 يونانيين فوق الستين عاما وسيرتفع الرقم اكثر واكثر
وأن مليونين و 200 الف نسمة من سكان اليونان الان متخطي حاجز السبعين عاما في حين يبلغ الشباب ممن يقل اعمارهم عن 18 عاما 108 الف شخص فقط وهو ما يدل علي المشكلة القوية في اليونان وفي اوربا بشكل عام
لقد كنت اعتقد انها في غرب وشمال اوروبا فقط ولكن في اليونان ايضا والواضح ان كل اوروبا ايضا لم تسلم من تلك الظاهره المفزعه عجز المجتمع
وهو مافسر لي لماذا تستقبل اليونان كل يوم الاف من المهاجرين السوريين ومن الافارقة والعالم الثالث في موجهات هجره متتالية فالايدي العاملة مطلوبة علي الرغم من الازمة الاقتصادية والواضح عدم ترحيبهم بالافارقة والسود لعدم تغيير خاصية المجتمع الأوربي فالسوري اوالعربي او المصري الموجود بشده وبكثافة في اليونان منذ عده عقود متشابه في الملامح بل يفوق في بعض الفئات الاوربي والطباع والثقاقة قريبة لن تخلق لديهم مشكلات مجتمعيه
والشئ بالشي يذكر سمعت عن حادثه مشهورة حدثت قبيل قدومي بعده اشهر عن مواطن صيني وزوجته اصيبا بالتسمم الغذائي ولدي بلوغهما المستشفي قامت الشرطة والنيابة العامة بدخول منزلهما للتفتيش ومعرفه اسباب الجريمة التي أشتبه أنها جنائية فوجدوا ان الزوجين قد قاموا بصيد قط من الشارع وذبحه وسلخه وطهيه واكله وكان في معدته فأر ميت بسم فئران فانتقل السم اليهما وتسمما
تلك الحادثة سمعتها من عم كمال الذي يعمل في الفندق الذي كنت به وكانت حادثه شهيرة .. تدل علي اختلاف الثقافات التي لايرغب المجتمع اليوناني في تفشيها لدي استقبالهم للصينين والاسيوين والافارقة مثلا ولكن مع العرب او السوريين لن تكون هناك مشكلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحصول على تأشيرة شنغن من مصر

    تأشيرة شنغن هي تأشيرة دخول تسمح لحاملها بالسفر إلى أي دولة عضو في منطقة شنغن لمدة تصل إلى 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا. منطقة شنغن ه...